الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد سميت مدنين "بولاية البنزين": هذه قائمة الاجراءات الاستثنائية التي تم اتخاذها لتجاوز أزمة البنزين

نشر في  23 أوت 2018  (21:38)

قررت اليوم الخميس، الادارة الجهوية للتجارة بمدنين المكلفة بالاشراف على توزيع الوقود بالمحطات جملة من الاجراءات الاستثنائية لتجاوز أزمة البنزين التي تعيشها الولاية منذ موفى الاسبوع المنقضي.

وجاءت هذه القرارات عقب جلسة استثنائية انعقدت صباح اليوم بمقر الولاية لبحث المسألة ومحاولة وجود حلول لها.

وتتمثل هذه الاجراءات وفق ما ذكره المدير الجهوي للتجارة بمدنين توفيق الفرشيشي في تصريح لموقع الجمهورية، في منع التزود بالبنزين في الأوعية البلاستيكية بعد انتشار ظاهرة اقتناء الأوعية وتعبئتها وبيعها في السوق السوداء فضلا عن تطبيق القانون مع السماح بصفة استثنائية للحرفاء باصطحاب اوعية بخمس لترات تجنبا لبقاء عرباتهم معلقة.

وخصصت الادارة لاصحاب السيارات كمية 40 لتر من البنزين فقط حتى يتمكن الجميع من التزود في انتظار انفراج الأزمة في الاسبوع القادم بوصول شاحنات محملة بـ150ألف لتر اي بزيادة بـ50ألف لتر.

وأوضح الفرشيشي ان ازمة البنزين كانت على أشدها ببن قردان لاحتوائها محطتي وقود فقط غير مزودتين بما فيه الكفاية لتوفر البنزين المهرب مما جعل مردود المحطتين ضعيفا مشيرا الى أن الادارة ستضخ كميات اضافية للمعتمدية.

ووصلت عشية يوم الاربعاء الى مدينة مدنين شاحنة صهريج بنزين لتزويد محطات الوقود الرسمية بالكميات اللازمة في محاولة للتخفيف من الأزمة المتواصلة الى اليوم الخامس على التوالي كما رست يوم الاربعاء، باخرة ضخمة تحمل 10. 900 طن من المازوط بالميناء التجاري بجرحيس على ذمة شركة خزن ونقل المحروقات بالجهة على أن تصل باخرة ثانية في بحر الأسبوع القادم محملة بالبنزين لتوزيعه بالولاية التي تعرف أزمة في هذه المادة لاول مرة بعد الثورة.

وكشف غياب البنزين الليبي المهرب عن نقص فادح في المحطات الرسمية للدولة أو المفوت فيها بالبيع لمستثمر مغاربي.

وسميت ولاية مدنين "بولاية البنزين"، إذ عرفت ازدهارا كبيرا في تجارة المحروقات المهربة خاصة ببن قردان ومدنين لتتسع رقعة هذه التجارة غير المقننة وتصبح مورد رزق العديد من العائلات وارتمى في أحضانها عدد من موظفي القطاع العمومي لما تدره من مداخيل كبيرة عائدة لانخفاض سعر اللتر الواحد من البنزين في ليبيا مقارنة بتونس.

ولقي البنزين المهرب اقبال سواق العربات بأنواعها لجودته خاصة المهرب من ذهيبة وتشغيله للمحرك لمسافات طويلة على عكس البنزين التونسي الذي يلتهمه المحرك بسرعة كبيرة وفق حرفاء هذا النوع من البنزين.

وجراء غلق المنفذين الحدودين الى ليبيا سواء عبر راس جدير من جهة بن قردان وذهيبة وازن من ولاية تطاوين، سجلت ولاية مدنين نفاذ الكميات المطروحة في الاسواق الموازية الأمر الذي دفع بأصحاب العربات الى الالتجاء الى التزود من محطات الوقود ليجد أصحابها انفسهم غير قادرين على مواجهة ارتفاع الطلب أمام تعطل خروج الشاحنات من الصخيرة صفاقس ونفاذ المخزون بمحطة جرجيس.

هذه الازمة، تمثل فرصة أمام الدولة لاعادة النظر في التعامل الجدي مع البنزين المهرب وايجاد حل لتقنينه حتى لا يكون سلاحا مدمرا للاقتصاد الوطني كما هو الحال وفق ما تحدث به البعض من متتبعي مشكل البنزين في مدنين.

نعيمة خليصة